تجربة “الخالة أم سلمة” بدخول التعليم المفتوح 2019
معدل متواضع وإكمال مسيرة التعليم
إنما هذه هي الهمة والإصرار والإرادة من سيدة بلغت الخمسين، بذور استقرّت في أعماق فطرتها
“الخالة منى” قوية الهمة وصلبة الإرادة مذ كان الفجر يبزغ على التنور الريفي (في سبعينيات القرن الماضي)
هذه الإرادة التي تحلت بها لا أشبه منها إلا عجينة خبز الفجر التي وضعت فيها شيئاً من روحها وفطرتها، وشيئاً من أملها وطموحها.
لا تُغالي “الخالة منى” في الحديث عن ماضيها المُثخن بالصعوبات والآلام، بل تكتفي بالقول “
وُلدت وسط عائلة متواضعة في بلدة ريفية جنوبي دمشق، ونشأت فيها نشأة صارمة، تزوجت وأنجبت أربعة أولاد، حفظت القرآن الكريم ليحفظني، أعلِّمهُ لأهلي و أتعلم منهم”.
هذا الفضاء الأزرق لا يفي “الخالة منى” حقها تعبيراً عن نشأتها الصارمة التي تشبه الأساطير في حكاياتها
وصورها وثخونة تفاصيلها، فقد خُلقت بقلب رجل ينبض بين أضلعها، وأثبتت بهِ تحمُّل ما يجزُع منه بنو جنسها، ولعل من جميل الامتنان والثناء على إرادتها أن تخرج هذه الكلمات قُرباناً لها.
فـالخالة منى، لم تجلس على مقاعد الدراسة في المطلق كحال أقرانها، بيْدَ أنها حفظت القرآن الكريم في الثلاثينات من عمرها (1997)، وأكثرت من مطالعة ومدراسة الكتب، ثم حصلت على شهادة المرحلة الإعدادية (1999)، ثم على الشهادة الثانوية في الأربعينيات (2005)، وهي الآن على مشارف الحياة الجامعية مع بلوغها الخمسين من العمر، وذلك كله مع مسؤوليات ومشاق أربعة أولاد، وزوج معتقل مُغيّب، وقلةٍ ذات اليد، والقيود المجتمعية والعائلية، وثخونة الظروف في الحضر والسفر
فلا يحسبن أحد بأن تلك الإرادة وليدة اليوم، إنما هي ثمرة لسريرة نقية، عزيزة بالله، لم يظهر منها إلا الصورة الأخيرة.
إن حُبها للعلم وأهله، أَوْرث في قلبها جرأة وثبات وشدة وشجاعة، تكتسب منه وتستقي نفسها
فرُزقت عزماً لا يُفتر، ويقيناً لم يهتز، ولسان لا ينعقد ولا يرتبك مقاله، (هذه أمي، الخالة منى، أم سلمة)،
فاللهم أعنها في حلها وترحالها، وبارك لها في عُمرها بركة تهنئها بها في معيشتها وعقلها وجسدها.
هذا ماكتبه أحد أولاد الخالة منى..
ورسالتي الآن لكم ..
” لا أحد يصدق حكاية الخالة منى وقبولها في الجامعة واكمال حياتها الجامعية بعدما تجاوزت الخمسين من عمرها..
ولكن يُصبح الحلم حقيقة بفضل الله عز وجل ثم بالصبر..
أرادت دراسة التخصص في العلوم الشرعية في جامعة أناضلوا (التعليم المفتوح)
فحصلت على قبول جامعي في جامعة بولنت أجاويد ومن ثم تم التسجيل في جامعة أناضلوا للتعليم المفتوح
والآن تدرس في الجامعة سنة أولى .
المؤهلات العلمية :
ثانوية بكالوريا بمعدل 117 من أصل 240 شهادة سورية منذ عام 2005
والخالة منى من مواليد 1968 .
عدد الجامعات التي تم تسجيلها فيها هي 25 جامعة حكومية تقريبًا
العبرة ..
مهما كان عمرك او كان معدلك.. ستصل الى ما تريد اذا عزمتَ على ذلك.. فإياك أن تقنط من رحمة الله و كرمه..
كثير من الطلاب يعتقدون أنهم إذا بلغوا الـ 25 من عمرهم او أكثر .. يفقدون الأمل و الثقة بأنفسهم و قدراتهم و يرفضون اي نوع من المحفِّز الدراسي ..
وطبعًا مما لا شك فيه أبدًا هو أنَّ أولوية القبول في الجامعات هي لحاملي امتحانات القبول الجامعي (يوس /
سات) وأيضًا للأعمار الصغيرة ..
الخالة منى ليست أول طالبة تُقبل في الجامعات مقارنةً بسنِّها.. هناك أكثر من طالب/ة ذات اعمارٍ كبيرة وحصلوا على قبول جامعي والآن هم يُتابعون مسيرتهم الجامعية بعد سنين عدةَّ من الانقطاع ..
لذلك أحبائي الطلبة ..
توكلوا على رب العالمين و ادرسوا جيداً وحاولوا قدر المستطاع ان تحصِّلوا معدلاً عالياً في امتحان اليوس أو السات..
طبعًا كانت الخالة منى أحد الطالبات التي كنتُ مشرفاً على تسجيلها من اول جامعة لآخر جامعة للتثبيت في الجامعة ..
و أجور التسجيل لم تتجاوز الـ 300 ليرة تركي تقريبًا .
زملائنا الطلاب الجدد..
تأكدوا بشكل كبير جدًا من عملية تسجيلكم بالجامعات ان كنتَ انت أو شخص آخر يقوم بتسجيلك..
احرص على دقة المعلومات و البيانات المطلوبة للتسجيل.. فثمة الكثير من الأشخاص أو المكاتب أو …
تقوم بالتسجيل بشكل خاطئ.. مما قد يؤثر بشكل كبير على عملية القبول في الجامعة و علماً أنِّي لا أقصد الترويج لنفسي أبداً .. بيد أني أستطيع تسجيلكم على الشكل التام و بأدقِّ تفصيله.. و إذا ما أردتم ذلك.. فلديَّ شروحات في اليوتيوب عن كيفية التسجيل في الجامعات و المنح الدراسية
وامتحانات اليوس وهي متاحة لكل الطلاب مجانًا ..
و في كل فيديو هناك شرح كامل ومفصل حول آلية التسجيل ..
وبإختصار.. توكلوا على الله و اياكم القنوط او فقدان الامل.. وقوموا بما تقدرون عليه و كله توفيق ونصيب من رب العالمين .
ممكن ما تزبط من اول او ثاني او ثالث جامعة ولكن حتمًا رح تزبط بشيء جامعة..
انتبهوا منيح لمواعيد التسجيل ومواعيد النتائج واحرصوا على ان تكون آلية التسجيل صحيحة و دقيقة ومن ثم الحصول على القبول الجامعي بإذن الله ”